مشكلة التأخر الدراسي
مقدمة البحث
لم تعد خدمة الفرد مجرد طريقة من طرق الخدمة الاجتماعية التي تهتم بالمشكلات الفردية , بل أصبحت طريقة للتأثير علي هؤلاء التلاميذ بشكلا ايجابيا بحيث تساعده علي استثمار قدراته ومهاراته المختلفة لتنمية شخصيته بالإضافة إلي مساعدته علي التحصيل والتعلم فهي تأخذ بيد المتأخرين دراسيا في لتجعلهم من ضمن المتفوقين وتتعرف علي أسباب تأخرهم في محاولة للحد والقضاء عليها .
كما تساعد المتفوقين علي الاستثمار الأفضل لهذا التفوق والحفاظ عليه بشكل دائم حتى لا يتعرضون لأي انتكاسات تؤثر علي مستواهم .
مفهوم المشكلة المدرسية :-
أنها الوقت الذي لا تستطيع فيه قدرات التلميذ مواجهة ما يعوق تحصيله الدراسي بفاعلية والتي تؤثر بالتالي علي حياته الدراسية والعامة .
وبصورة أخري فالمشكلة الدراسية تتمثل في :-
1- موقف يواجه التلميذ
2- عدم قدرة التلميذ علي مواجهته بصورة جزئية أو كلية
3- حاجة التلميذ إلي من يساعده في هذا الموقف
4- يؤثر هذا الموقف علي حياة التلميذ في المدرسة وحياته بصورة عامة
مشكلة التأخر الدراسي :-
ويمثل هذا النوع من المشكلات شكلا شائعا في المدارس خاصة بالمراحل الأولي من التعليم , وأن الأثر السلبي لهذه المشكلة تتمثل في أنها تمثل فاقدا في الاستثمار التعليمي , وتمثل أيضا بداية لظاهرة التسرب من المدرسة والانسياق في التيارات الانحرافية وتنتج هده المشكلة من عوامل بيئية كما سيتم توضيحه فيما بعد أو من عوامل ذاتية .
أسباب التأخر الدراسي :-
1- العوامل الذاتية 2- العوامل البيئية
أولا العوامل الذاتية :-
أ- العوامل العقلية
وتشمل العوامل العقلية العامة كالتأخر في الذكاء والضعف العقلي , أوعوا مل عقلية خاصة كالقدرة علي التذكر أو القدرة اللغوية أو الرياضية وكذلك تشتت الفكر واضطراب الفهم .
ب- العوامل الجسمية والصحية
وهي التي تؤدي إلي نقص عام في الحيوية كالأنيميا والعاهات المختلفة كضعف السمع أو قصر النظر أو نتيجة الإجهاد والتوتر والتي تعوق تفاعل التلميذ ايجابيا داخل فصله وخارجه .
كما أن بعض المشكلات الخاصة بالنمو تؤثر علي أسلوب تعمل التلميذ مع أقرانه فقد يجد التلميذ أن الضعف الجسمي أوقصره أو طوله المفرط ......... الخ , مبررا لعدم قبوله في نواحي النشاط المختلفة فتؤكد لدي الطالب شعوره بالنقص ويحول تعويض ذلك يشتي الطرق أهمها علي سبيل المثال الانطواء والسلوك ألانسحابي والجنوح كل هذا يقلل من كفايته الإنتاجية وبالتالي إلي التأخر الدراسي .
ج- العوامل النفسية
وتتمثل في الخوف والقلق والانطواء والاكتئاب والاندفاعية والجموح وكراهية الحياة وما قد يترتب عليه من أغراض ( سيكوسوماتية ) كالتبول الإرادي والصداع وقرحة المعدة وغير ذلك من المظاهر النفسية المختلفة .
د- الانحراف السلوكي
ومن مظاهره الكذب والسرقة والعدوان الجنسي والتي تنتج عن ضعف الذات العليا وفقدان القيم .
هـ – السلبية
والتي تنتج عن انخفاض مستوي الطموح والذي ينعكس علي التلميذ وتعليمه وتحصيله داخل المدرسة .
ثانيا العوامل البيئية :-
أ- العوامل الأسرية
وتشمل العلاقات الأسرية المضطربة أو أسلوب التربية الخاطئ أو اضطراب الظروف الاقتصادية وقلق الأسرة بما لا يتناسب مع قدرات التلميذ وما ينتج ذلك من صرا عات داخل المنزل .
فإننا لا نستطيع أن نعزل المشكلة التي يعيش فيها التلميذ مهما كانت نوعيتها من الظروف التسرية التي تحيط به فالخلافات الأسرية والانفصال والطلاق أو موت أحد
الوالدين أو كليهما .......الخ من هذه المشكلات كلها تؤثر علي التلميذ في أسرته وبالتالي علي حياته الدراسية ومستواه التحصيلي .
ب- العوامل المدرسية
وتتمثل في أنواع المضايقات التي قد يتعرض لها التلميذ وسوء المعاملة وطرق التدريس الخاطئة وعدم مناسبة المناهج للواقع وعدم مناسبة الجو المدرسي العام ونظم الامتحانات الخاطئة وانعدام التوجيه التربوي ....... الخ . كل هذا يؤثر علي تحصيل التلميذ وبالتالي علي مستواه الدراسي .
ج- العوامل الاقتصادية
تعتبر العوامل والمشكلات الاقتصادية من أهم المشكلات التي تؤثر علي المستوي الدراسي للتلميذ وتسبب له الفشل والتخلف الدراسي .
ويترتب علي المشكلة الاقتصادية الكثير من المشكلات التي تؤثر علي مستوي التلميذ أهمها تركه للتعليم لعدم القدرة علي مصروفاته وأعبائه , بجانب البحث عن أعمال لهم للمساهمة في دخل الأسرة هذا بالجانب ألي شعور التلميذ بالنقص والدونية .
في النهاية يتضح لنا أن العوامل الذاتية والبيئية تتفاعل معا في إحداث مشكلة التأخر الدراسي والتي أخذت سمة منتشرة في مدارسنا حاليا وأن دور الأخصائي في هذه المشكلة المدرسية ينطلق من الإيمان بقابلية كل فرد للملاءمة بين ظروفه وظروف المجال المدرسي ومن ثم مساعدة المدرسة والأسرة علي المواجهة الفعالة لهذه المشكلة والتي تؤثر علي الهدف التربوي والتعليمي للمدرسة المصرية كمؤسسة اجتماعية داخل البناء الاجتماعي .